في زمن ٍ كثر فيه الفسوق والمحن ، والبعد عن الدين ، وضعف الإيمان ، أكتب قصةً تهز القلب ، وتحرك المشاعر نحو أكثر من أحبنا في هذا الوجود ، إنهم الوالدين ..
من مدينة الرياض شاب سعودي إسمه عبدالله في مقتبل عمره ، توفيت والدته ولم يبقى سوى والده العجوز المريض ، تزوج هذا الشاب بإمرأته التي أخذت تحرضه على والده ، لأنها لم تطق العيش بوجود الوالد المريض ، ألّحت على زوجها ثم ألحت ، فقام بدفعه إلى دار العجزه . لكن لم يقبلوه لأن الإبن موجود ، والشرط ينصّ على إنقطاع العجوز من ذويه وأقاربه ، الشاب العاق الذي يعمل رهن إشارة زوجته ، لم يستسلم ! وبإحاءات شيطانيه خطرت له طريقه للتخلص من والده العجوز ، أخذه بسيارته إلى الفلا وألقى به في مكان خالي من أي نوع من الحياه ، رماه هناك ليتركه عرضة للموت جوعاً أو تأكله الضباع الجائعه .. نعم تركه ! وهو يقول لزوجته بكل سرور : هل إرتحت ِ الآن ؟ ، والده كان ضعيف النظر فلم يعلم إين وضعه الإبن العاق ، أخذ العجوز يردد : عبدالله .. عبد الله ، مرّ يوم أو يومين وقد نال منه التعب والنصب ، القدرة الإلهيه جعلت أحد البدو الذين يقطنون بالصحراء ينتبه على وجود شيئ يتحرك عن بُعد ، فلما إقترب إذا به عجوز مشرف على الموت من شدة التعب والعطش .. أخذه ذلك البدوي والعجوز يناديه بـ عبدالله ! ظناً منه أنه إبنه ،
أخذه فأطعمه وأسقاه ، وبعد أن إستعاد الأب نشاطه سأله البدوي بضعة أسئله ، وفهم منه أن الإبن قدتركه كما عرف إسم الإبن ومكان عمله ، فقام بجمع الناس وأشهدهم على أن هذا العجوز قد تخلّص منه إبنه و سيتعهد رعايته ، دعا عبدالله أيضاً دون إخباره بأي شيئ ، ولما دخل عبدالله مجلس الحاضرين وأخذ يسلم عليهم فعرفه والده ورفض مقابلته بل حتى النظر إليه ، الإبن تفاجأ أن والده مازال على قيد الحياه ! شعر الإبن بالندم وأراد إصطحاب والده ليسكنه في بيته من جديد ، لكن الرجل البدوي لم يدعه ! بل نهاه بشده ! ، لم تدم حياة العجوز عند البدوي سوى سنة بعدها توفي ، الإبن طلق زوجته ، وبعدها مرض بمرض خطير ، فقُطعت رجله اليمنى ثم رجله اليسرى ، وتيّبست يداه وعجز عن تحريكها وهذه نهاية العقوق ..
قرن سبحانه عبادته بطاعة الوالدين حيث قال :"وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا " الآيات الكريمه تحث الأبناء على البر بوالديهم ولم تُذكر أي آية تحث الوالدين على الرحمة بأبنائهم والسبب أن الله جعل حب الأبناء فطرةً بقلوب الوالدين ، الذين يضحون بالنفيس والرخيص من أجل تربية الإبن وإحيائه حياةً كريمة لا ينقصه شيئ ..
تحياتي لكم