*_بغــداد عودي وأشــرقي_*

تفضلوا واتمنى ان تنال كلماتي اعجابكم

بغداد عودي واشرقي





بغداد .... بغداد يا اماه
ما كل هذا الحزن الذي يعلوكِ ...!
ما كل هذه المأساة .. !
لما انعدمت من فوقكِ الحياة ؟!
بغداد كنتِ في الماضي ... نورا للعالم .
بغداد كنتِ منارتا ...أضئتِ العالم بهجتا ...
أنعمتِ ..الصديق والغريب
بحضنكِ الدافئ ....وصوتك الهادء ...
جمعتِ قريبا وبعيد وسقيته ماءا فراتا ...
اغرقته بهجتا وهناء ا و اطعمته خيراتا
اغرقتي العالم بالمعرفة ...
كنتِ البحر الذي تنطلق منه الحكم ...وتنموا على ضفافه ثمار المعرفة ...
كنتِ الشجر الذي مد ظلاله فأبعد الجهل وغمر الأنسان بالفائدة ...
كنتِ الشمس التي أشرقت في القلوب ...فملئت الدروب ...
خيرا علما درسا حكما وفائدة...
هكذا كنتِ يا بغداد ..
ما أن كنت طفلا صغيرا حضنتني ...ولدت فيكِ فأعتنيتي بي ...
غمرتني بالحنان ...واحييتني تحت ظل الامان ...
جمعتني بأخوة واخوات ...بأناس اهل واصحاب ...
لم تبخلي علي ولو بقطرة ماء ...
عشت فيكِ اجمل السنين ...
أيامي فيكِ كلها ربيع ...
لم أشعر بروعتك حتى أفتقدتكِ ...
أجل يا بغداد...
لم أجد حضنا أحن من حضنكِ ...
لم اجد ارضا اتسعت لي كأرضكِ ...
لم أذق ثمرة طيبتا كثمرة نمت من ترابكِ ...
ضاقت بنا الارض ...فلم نجد اوسع من ارضكِ لتجمعنا ..
لم نجد احن من حضنكِ حضن اخر للحنان يمنحنا ...
ما ان احتجتي لنا تركناكِ ...ما أن طلبتي العون ابتعدنا عنكِ ...؟!
خدمتنا كل السنين ... لتجزي ألما وهجرا ..!
لا يا بغداد ...
تركتكِ شهرا وكأني عشت دهرا
بعيدتا عن سماءكِ ...عن أرضكِ ...عن احضانكِ...
بغداد كم أشتقت الى ايامي التي ...كنت ألعب فيها تحت ظلكِ ...
ألهو مع الرفاق مع اهل واصدقاء ...
لم يبقى لي من تلك الايام ..سوى شوق واشتياق ...
عندما ابتعد عنكِ ...سمعت ندائكِ ...فها انا فيكِ ....عدت ملبية لندائكِ ..
يا بغداد ...
أرجوكِ ...أبعدي الناي عن فمكِ ... لا تعودي وتعزفي عليه ...
كفاكِ حزنا والما ...
بغداد عدت اليكِ اليوم عل عودتي
سوف تخفف من ألمكِ ..
علها تبعد غيوم الحزن عن سماءكِ ...
أجل يا بغداد ...
سوف نعود تحت ظلكِ نلعب ..وسوف تغمرينا بحنانكِ
كما كنتِ بالسابق ...
الطيور سوف تعود لتعزف زقزقتها وتملئ الافق الهادئ ...
الازهار سوف تفوح بعطرها وتملئ المكان بلونها الخلاب ...
سوف تختفي عاصفة الاحزان ...ليحل محلها نسيم الربيع العليل ..
الذي يعيد للأرض بهجتها ...وللحدائق خضرتها ...وللأشجار ثمرتها ...
بغداد انتِ مثال في الشموخ ...وجهك المشرق رغم الالم ...
أبتسامتكِ التي علت وجهكِ رغم ما يدور فيكِ وحولكِ ..
هكذا أنتِ شامخة ...كشموخ النخيل الذي ملئ افقكِ ...
ذلك النخيل ..أمتد ساقه الى السماء ...رفع بثماره نحو السماء ...
مثمر مهما حاول الحر أن يعرقل ثماره ...عاليا بهجيا ...
بغداد أنثري ألم السنين ... وعودي كما كنتِ في الماضي ...
لا تبالي بألم ..وكوني شعلة للأمل ...
لا تهتمي لعيون الحاسدين ...ولا تبالي بأفعال الحاقدين ...
كوني كالروض الاخضر ...وهل يضر الروض طنين الذباب مهما على !
لا تيأسي ولا تبالي ...
مهما طال الليل فسيأتي من بعده النهار ...
مهما ازداد الظلام فستشرق من بعده شمس الصباح...
هذا ما علمتني اياه يا بغداد ...
هذا كلامكِ انتِ الذي ربيتني عليه يا بغداد ...
فأنتِ من علمني أن ابتعد عن اليأس ...وأن لا اقدم على قلع زهرة الامل من قلبي ...
قلتي لي :
أسقيها تفائلا ودعيها تنمو فكلما كبرت زداد بصيص الامل ..
تلك كانت كلماتكِ ...
كل هذا تعلمته في رحابكِ ..
أنتِ المدرسة التي خرجتني ...
فكيف تطلبين اليوم مني ان اتركك؟!
لا يا بغداد ...لا
أنتِ أمي وأنتِ أبي ..
لن يكون لي مكان غير مكاني فيكِ
لن تكون لي حياة ...وأنا بعيدة عن أحضانكِ
مهما اشتدت من حولك الصعاب ...ومهما نمت وتكاثرت تلك الاشواك ...
فسأبقى فيكِ ...مهما كان الثمن من الصعاب ...
سوف أركض في ارضكِ واقلع الاشواك اينما وجدت ...مهما كان قطعها صعبا ومالما ..
فسأقطعها كلها واطهرأرضكِ منها ...
مهما مزقت تلك الاشواك يدي ...
فلن أبالي بألم
سوف أقطعها كلها ..
وأزرع مكانها ورود الامل ..
وساسقيها ماءا عذبا ...وأملئها تفائلا وأمل ..
مهما تعبت فلن أكل ...
ومهما تألمت فلن أمل ..
هذا أقل ما استطيع أن اقدمه لكِ
يا أمي يا بغداد ..
فأقبليه مني يا حلوتي
يا حبيبتي يا بغداد ..
أنتِ قلبي النابض ..اذا اصابكِ مكروه فسيصيبني ايضا...
ها أنا اركض هنا وهناك مع أخوتي واخواتي ..
نقطف الاشواك ونزرع الازهار ...
ويستمر الصراع ...على مر الايام ..
تتراكض الاشهر والسنوات ويأتي الصيف ويحل الشتاء ..
هكذا تتلاحق السنوات ...
حتى تستيقضي فتري ارضكِ ملئت بالازهار ...
عندها ستضميني من جديد ...
أنا واخوتي وأهلي ..
ستضميني الى حضنكِ ..
وعندها ستعرفين ...أني لم أترككِ لحضة ..
وستتيقنين ..
بأن اعتناءكِ بي ...وحضنكِ الذي علمني الكثير ...
قد أثمر ...
أجل يا أماه ...
أثمر حضنكِ وأثمر جهد السنين ...
عندها ستفخرين بي ..
يا أماه ..
ستعلمين عندها أني وفيت لكِ بوعدي الذي وعدته لكِ منذ سنين ..
عندما اخبرتكِ بأني لن اجازي سنين الربيع التي عشتها فيكِ ..
بترككِ وهجركِ ..بل سأكون لكِ
كالابن البار .. وسأبعد عنكِ الاحزان ..
حتى لو كان ثمنه حياتي يا بغداد..
فأنتِ حياتي التي ...أعيشها
منزلي فيكِ هناك ...
مدرستي فيكِ هناك ..
سعادتي وهناءي ..وفرحة تعجز عن وصفها كلماتي ..
هي اللحضة التي اكون فيها تحت ظل سماءكِ
يا بغداد يا بغداد يا أماه ..
نثرت لكِ هذه الكلمات ... وجمعت ما في مخيلتي من عبارات ..
وقدمتها باقتا لكِ ..
فأقبليها من ابنتكِ ..
مع أملي ورغبتي ..بأن تنال أعجابكِ ..
وأعلمي يا بغداد .. بأني لن انساكِ يوما من الدعاء ..
كلما سجدت دعوت لكِ .. الرحمن أن يحرسكِ ...ويحفضكِ
يا قلبي ويا عقلي .. يا كل مشاعري وجوارحي ..
يا كل كلماتي ..وكل خواطري ..
يا بغداد يا أمي ويا ابي
يا كل اهلي ...وعالمي ...